مقالات

“لاتستيقظي” التشويق والإثارة.

 

رواية “لا تستيقظي” الصادرة مؤخراً بنسختها العربية عن دار الخان للترجمة والنشر في الكويت، هي الرواية الأولى للكاتبة البريطانية ليز لولر. وقد صدر لها في نوفمبر الماضي رواية جديدة بعنوان الزوجة التالية، بعد روايتها سوف أجدك. عاشت لولر في كنف أسرتها المؤلفة من أربعة عشر طفلاً. أمضت أكثر من عشرين عامًا في العمل كممرضة، وعملت أيضًا كمضيفة طيران ومديرة أحد الفنادق. تعيش الآن مع زوجها في مدينة باث.

 

الرواية هي مزيج يجمع بين التشويق والإثارة النفسية والدراما والجريمة والغموض، كما أشادت الكاتبة أنجيلا مارسونز بالرواية، ووصفتها بأنها “رائعة … قراءتها أشبه بصعود السكة الأفعوانية”.

تستيقظ أليكس تايلور لتجد نفسها مقيدة إلى طاولة عمليات، على طاولة العمليات، مرتبكًة ومرفوعة القدمين. يقف فوق رأسها رجل يرتدي زي طبيب يشرح لها كيف سيعذبها. آخر شيء تتذكره أليكس هو ترك نوبتها في المستشفى في ضواحي إنجلترا، حيث تعمل، وكيف سارت في موقف للسيارات للقاء خطيبها باتريك.  هكذا تبدأ الرواية بمشهد من التشويق لجذب القارئ وإرغامه على المتابعة. أليكس هي طبيبة وامرأة ذكية وناجحة في مهنتها وفي حياتها، ومخطوبة لطبيب بيطري هو باتريك، كل شيء كان جيدا إلى أن تعرضت العام الماضي إلى حادث في موقف السيارات التابع للمشفى الذي تعمل فيه، لتجد نفسه في قسم الطوارئ وحولها عدد من زملائها من الأطباء والممرضات وأخبروها أنها تعرضت لسقوط فرع شجرة فوق رأسها  نتيجة العاصفة، مما أفقدها وعيها. بينما تروي أليكس قصة أخرى حول تعرضها لاغتصاب من قبل شخص مجهول وقد قام بإخضاعها لاستئصال جراحي.

لا أحد بما فيهم خطيبها يصدق روايتها، التي تحاول اقناعهم بصدقها وتحاول جاهدة إثبات أن هناك شخص انتحل شخصية طبيب اعتدى عليها. لكنها أما حالة عدم التصديق تلك كونها لا دليل على صحة كلامها، وبدأت مكانتها كأفضل طبيبة في المستشفى تنهار وكذلك علاقتها بخطيبها باتريك وانقلبت حياتها المستقرة رأسا على عقب. تستمر بطلة الرواية في أحداث مثيرة ومشوقة للوصول إلى ذلك الشخص الذي خطفها واعتدى عليها، وإثبات زعمها لكنها تستسلم فاقدة الأمل بعد استجرار بحثها عنه، عدّة جرائم قتل. في مجمل تلك الاحداث الكثيرة والمشوقة تتناول تايلور موضوع الاضراب النفسي ونتائجه الفظيعة على الإنسان، كما تحكي عن قضية الاغتصاب فتصورها بطريقة فظيعة، وعن موضوع الثقة بين الرجل والمرأة في علاقات الحب. وكذلك تعري الفساد في أجهزة الشرطة، التي مثلها الضابط غريغور المخلص لكنها اضطر لارتكاب بعض الأخطاء، والضابطة لورا بيست التي دفعتها الغيرة إلى الانحراف عن مهمتها الأساسية وشغلها الانتقام من أليكس وإلصاق تهم القتل بها.

يبدو أن خبرة ليز تايلور في عملها كممرضة كان انعكاسها واضحاً في الرواية حيث وصفت تفاصيل العمليات الجراحية أدوات الأطباء وأجواء المشفى بدقة وحرفية عالية. حقاً أنها رواية رائعة لمحبي قراءة كتب الإثارة النفسية والقصص البوليسية والغموض.